عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-09, 04:17 AM   رقم المشاركة : 3
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص قصيرة نسائية من الأدب العربي السعودي (متجدد).

ابو فيصل

بعد ان اقول يعطيك العافيه على هذا الطرح الرائع

ساشارك بقصه قصيره للكاتبه السعوديه \ فوزية الشدادي الحربي

فوزية الشدادي الحربي
بكالوريوس آداب- قسم تاريخ- جامعة الملك سعود عام 1413ه
عملت محررة في صحيفة الجزيرة ثماني سنوات
نشرت لها مجموعة من القصص القصيرة في الملاحق الثقافية بالصحف المحلية و الخليجية
شاركت في اللجنة النسائية بمهرجان الجنادرية ست سنوات، كما ساهمت في العمل مع عدد من اللجان المشاركة في بعض المؤتمرات الوطنية
ساهمت في إعداد برنامج الأسرة في إذاعة الرياض مدة عامين
مقررة اللجنة النسائية بالجمعية السعودية الإعلام و الاتصال
حاصلة على جائزة نادي القصة السعودي لعام 1420ه
مسؤولة العلاقات العامة و الإعلام بمكتب الإشراف التربوي جنوب الرياض
سكرتيرة تحرير جريدة دنيا النسائية



بعنوان

نصف أنثى

أحاولُ فتح عيني بتثاقل، كل شيء يبدو حولي غريباً، الغرفة باردة جداً، إخوتي يلتفون حول سريري، هذا صوت بكاء أمي، زوجي يقف أمامي.

الغرفة لا أعرفها، الملابس التي علي لا تخصني، أصوات تتعالى تمتزج بعنف مع طنين الأجهزة، تسقط الأسئلة على مسمعي، لا أستطيع ترجمتها، أخي الأكبر بصوته الهادر يردد على الطبيب هل يعني ذلك انتحاراً يا دكتور؟ هل هي حالة انتحار؟

ياااه يا ترى ماذا حصل؟ أحاول أن أرتفع عن السرير، لكن كانت الإبر تمتص دمي، وصدري مربوط بالأجهزة التي تقيس نبضات قلبي المتهالكة، كانت

عيون إخوتي سياطاً من نار، أشعر بكيها يلهب أضلعي.

كان أحدهم يمرر يده على جهاز قياس نبضات قلبي، يتمنى أن تفضح له خفاياها.

أمي تمسح دموعها ( بشيلتها ) الملفوفة بإحكام على وجهها الطاهر، وبعيوني المثقلة بالهم والألم أقرأ حزنها، لعلي أعرف كم هي نادمة على شبابي الذي ضاع مع هذا الذي يحمل أوراقاً تثبت ملكيتي!

أتمنى أن أرفع صوتي وأقول لها:

أقسم بالله.. إني لم أخطئ بحقكم، اعلمي أني شريفة طاهرة

إلا إذا كان تلمسي لنبض قلبي جريمة

أو أن مصافحتي له ذات مساء خطيئة

كان هو يثبت وجوده بوقوفه عند أقدامي، لا يبدي أي مشاعر لم يزعجه أن الطبيب قال: محاولة انتحار، لم يكن ينتظر الإجابة، كل ما يهمه أن يكون هذا الجسد الطري ملك يديه وليذهب قلبها للجحيم.

يقترب مني أخي، أنتفض خوفاً، يشد شعري المتناثر بفوضوية على أكتافي بكل قوته وجبروته وملامحه الغاضبة، يقول: لِمَ الانتحار؟ لماذا؟

هل تريدين أن نكون حديثاً للناس؟

أطبق الحصار على لساني، وأشيح بوجهي عنه، هل أقول له بأني أخذت علبة المنوم، لأني فقط أردت أن أنام أنام أنام أنام، أريد أن أكون في اللاوعي، أريد أن أخرج من حصارهم لملكوت آخر من الخيال لا تمسه عيونهم وألسنتهم، تقترب أختي، تبعد يده عني، تمسح العرق الذي يتفصد من جبيني، تلملم شعري وتعقده خلف ظهري، تحاول إقفال أزرار ذلك اللباس الخشن وتستر ألمي المفضوح أمامهم منذ ليلة البارحة في طوارئ المستشفى.

وما لبثوا أن انسلوا واحداً تلو الآخر، ما عداه، ما زال ينصب نفسه حارساً شخصياً، قبل مغادرته يمرر نظره عليّ ويهمس في أذني: كم تبدين جميلة!!

اقتربت أختي مني أكثر، قبلتني، طلبت منها أن تتصل به لتقول له: تريد (أن تموت معك قبل أن تذوب في عالمهم المقفر)، لكنها تهزّ رأسها بالرفض، وتردد: لا أحد يستحق، تغرق بالدموع، ويرتفع صوت رفضها، لا أحد يستحق منك هذا الألم.

كنت أرجوها بكل ضعفي، بكل هواني، قلت لها: مادام يملك نصف روحي، نصف عمري، نصف سعادتي، نصف ضحكتي، نصف أنفاسي، فهو يستحق ذلك، أما أنا فلا أستطيع العيش مبتورة، لا أستطيع العيش نصف أنثى.. وعندما أحرقت دمعتي كفها تناولت هاتفها وطلبت الرقم، .. .. .. جاء الصوت سريعاً (غير موجود بالخدمة)، لحظتها بدأ طنين الأجهزة يخفت ويتلاشى، بدأت أنوار الغرفة تغرق بالسواد، ودمي الأحمر في الأنبوب يتجمد وأعود للاوعي مرات عديدة.







التوقيع :
كل شيء مسموح به الا الغدر ...

حسابي بتويتر : Lino_818@