عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-09, 03:29 AM   رقم المشاركة : 10
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص قصيرة نسائية من الأدب العربي السعودي (متجدد).


واعود وانا احمل لكم قصه قصيره لكاتبه سعوديه

قماشة عبد الرحمن صالح العليان

ولدت في مدينة الرياض في قلب المملكة العربية السعودية ، درست في نفس المدينة ثم حصلت على بكالوريوس علوم تخصص كيمياء من جامعة الملك سعود ، ثم نتقلت بين عدد من الوظائف منها فنية مختبر ومعلمة ومرشدة طلابية وحالياً مسئولة الإعلام الصحي في الوحدة الصحية بمحافظة الخبر بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية .
رئيس تحرير مجلة (( حياتنا الصحية )) حالياً ومنذ عام 1419هـ .
رئيس تحرير جريدة الثقافية 1415- 1417هـ .
من هيئة تحرير مجلة فواصل السعودية حالياً
كاتبة في جريدة اليوم مقال أسبوعي 0
وشاركت في أمسيات قصصية عديدة وندوات فكرية وثقافية في عدة مدن سعودية وعربية
ترجمت كثيراً من أعمالها إلى عدة لغات منها (( قصص من الصحراء )) للغة الإنجليزية .
ورواية (( أنثى العنكبوت )) للغة الإنجليزية
جائزة المبدعات العربيات من الشارقة عن رواية (( أنثى العنكبوت )) المركز الثاني (عام 2000م ).




بعنوان


هل من نهاية ؟


ويصرخ صوت داخلي بذبذبات لا مرئية تتوالد في ذاتي بلا انقطاع .. يرهقني الانتظار .. يقتلني .. يبعثرني في انتظار الذي لا يجيء .. حلمت به طفلة كطيف جاء من بلاد بعيدة ليخطفني على حصانه الأبيض ويرحل ، أو على بساطه السحري ويهرب .. أو على أجنحة الخيال فنختفي مهما كان المهم أن غادر قريتي لأحب ، فالحب وقريتي لا يجتمعان ، فلا هي تعترف به ولا هو يحفل بها .. هكذا كانت أحلامي بسيطة كالماء .. نقية كالزئبق وكانت تتوسدني كل ليلة ليتمثل فتاي ممثلاً معروفاً ، كل مرة تأسرني ملامحه الفرعونية وأذوب في سحر عينيه حتى رأيته أول مرة في حفل عرسي .. دق قلبي بجنون وتفصد العرق من جسدي وجف ريقي .. أحقاً هذا الذي أراه ؟ حلماً يتجسد واقعاً .. ماء عذب بعد توهان وجدب في صحرائي القاحلة ، مَن قضيت طفولتي ومراهقتي أبحث عنه أراه فجأة أمامي بكامل عنفوانه وجبروته .. عذباً كان كالأوهام ، صعباً كحلم بعيد .. خاطفاً كيوم أدبرت ساعاته .. التقت عينانا لثانية واحدة كانت كافية لإجهاض فرحتي القادمة .. غادرني الأمل ليستقر مكانه الألم ولهفة الترقب والانتظار .
أيمكن أن تكون النظرة الواحدة قاتلة لهذا الحد ؟؟ أيمكن بنظرة واحدة نسف مستقبل بأكمله وتشريد أحلام لتستوطن مستنقع على رصيف الوهم أيمكن بتلك النظرة إلغاء الماضي والحاضر والمستقبل .. أي جنون كنت أنحدر إليه وأي هاوية كانت تتلقفني ؟ وأي ضياع كان ينتظرني ؟
لا أنكر .. مجبرة على الزواج كنت .. ولا أعرف عن زوجي المستقبلي سوى ملامح صارمة وشت بها صورته .. وظيفته المرموقة التي تلائم تطلعات أبي وأخوتي .. ولا شيء آخر .
رفضت الكثير ممن تقدموا لخطبتي ، بحثت بينهم طويلاً عن ملامحه .. عن نبضات قلبي المجنونة .. فأعود كسيرة القلب خالية الوفاض كل مرة .. بيد أن ضوءاً ما ينير أيامي بأن فارسي قادم لا محالة وأن انتظاري له لن يكون هباءً .
عندما بدأت سنوات عمري تدق أبواب العنوسة دون بارقة أمل أو أصداء تعكس الرجاء زادت الضغوط من حولي وازداد إلحاح أمي وبكاءها ونظرات التوسل تطل من عيني شقيقتي الصغرى التي طالت خطوبتها في انتظار زواجي .. لم تجد عملية إقناعي فكان لا بد أن يقول أبي كلمته ويحسم الأمر .. فتم عقد القران لم أكن أعتقد ولا في أكثر أحلامي تفاؤلاً أنه سيأتي .. وفي ليلة زفافي بالذات .. هل كان ظهوره وبذلك الزمن المقترن بفرحة مجهضة تعلن لي التعاسة بصورة فجة .. وبأنني لن أذوق للسعادة طعماً طوال حياتي ، وبأن ثيابي البيضاء التي أرتديها ستكون كفني القادم وزوجي القابع بجواري سيكون قبري الآتي .. والمحتفين بعرسي هم المعزين في وقت لاحق .. وقاعة العرس وضربات الدفوف هي نفسها سرادق العزاء وصوت مقرئ القرآن.
اختلطت المرئيات بنظري فلم أعد أرى سوى جنوني وعشقي ووهمي ، فغدوت مطلقة بعد شهور قليلة من زواجي دون أن ألامس أحلامي المستحيلة .. بقيت معلقة بين الأرض والسماء ، فلا الأرض حملتني بتناقضاتي وتمردي ، ولا السماء ابتلعتني لأستريح .. أجلس بين صديقاتي الزوجات والأمهات محملة بعذاباتي مسكونة بأحلامي الضائعة وقلقي الأبدي .. تقتلني نظراتهن المتسائلة .. متى ؟ أين ؟ يضممن أولادهن إلى صدورهن المترعة بحنان الأمومة ولا أضم بين يدي سوى السراب .

انتهت







التوقيع :
كل شيء مسموح به الا الغدر ...

حسابي بتويتر : Lino_818@