عرض مشاركة واحدة
قديم 16-12-11, 02:06 AM   #13

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

عند نهاية الربيع .. نطوي بيوت الشعر .. وننزل الديره .. وهذا ماينتظره جيراننا الحضر .. وخصوصاً ابنائهم ..فبذلك تكتمل الحاره
وتعود المغامرات .. ويكتمل فريق القدم .

كنا.. لانستغني عن الغنم والمعزا .. وكل بيت بجانبه حوش .. يكون فيه مايكفي من (المنايح ) وكان كلاً يخرج منايحه .. لأطراف
الديره لدى ( ابو خميس ) ليسرح بهن بأجر .. ويعود قبل غروب الشمس .. ونتلقاه نحن الصبيه لأستلام مايخصنا .. ونعود بمعزانا
الى الحوش .
كان كل واحد منا .. له عنز معينه تسمى بأسمه ( عنز سعود .. عنز حصه .. ) وحتى صغار المعزا .. (عناق فلاح .. عناق نوره )
فكنا نهتم اولاً بما يخصنا .. << وأتذكر أنني اعزل .. لعناقي ..(الربشا) علف خاص .. وابعد عنها اخواتها .. الى ان نبهني والدي
وقال لي .. وهو يضحك .. لاتتخم عناقك .. وتموت . . وسحبته من امامها .. وأنا كلي حسره !

وفي احد .. الأيام المشئومه .. رافقنا .. يوسف .. << ابن عمه لعزيز .. لأستلام معزانا من عند .. ابو خميس << كان موقع
الاستلام .. شرق مدرسة الرشاد الان .. وكان هذا المكان هو اطراف الديره .

استلمنا معزانا على بركة الله .. وصرنا نسير خلفهن .. وهن يعرفن طريقهن .. ولكن يوسف << حضري .. يسمي العنز .. غنمه
ويركض خلفهن ركضاً .. ويدخل بين المعزا .. فانفرطت سبحة المعزا.. وكل عنز بجهه .. وصرنا نطردهن طرداً .. وجمعناهن .. الاَ..
عناقي الربشا .. فدخلت في بيت تحت الانشاء .. وصعدت الى السطح .. والمقرود .. يوسف .. خلفها .. فسقطت وتكسرت
يديها .. وجاءت امرأه من البيت المجاور بسكينها .. وذبحتها .. << امامي .. وانا كلي حسره ..اشد من الحسرة الاولى .. فالربشا
ماتت أمام عيني !

وجاءت المرأه ..( بعناقي ) في قدر .. الى البيت .. فحلف أبي .. ان لا يأخذها .. فعادت بها من حيث أتت .. وفي اليوم التالي
جاءت الدعوه على الغداء من رجل المرأه .. التي ..حللت .. عناقي الربشا .. فذهب الجميع .. الاَ .. أنا .. وطبعاً المقرود .. يوسف .








المنايح = ماخصص من الغنم او الماعز او الابل .. للاستفاده من لبنها اولحمها
العناق = هي الانثى الصغيره من الماعز
الربشا = ما اختلط لون ( شعرها ) (صوفها ) بين الاسود والابيض .. وخصوصاً الوجه



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس