المحافظ الرابع عشر يواجه تحديا صعبا لتحقيق طموحات الأهالي
حفر الباطن – حماد الحربي، طلال الطلحي
يواجه محافظ حفر الباطن عبدالمحسن بن محمد العطيشان الذي تولى مهام عمله في السادس عشر من شهر ذي الحجة الماضي، مطالب ملحة من أهالي المحافظة الذين يتوافدون بشكل يومي لمقر المحافظة للالتقاء بالعطيشان وإيصال أصواتهم والمطالبة بعدد من الخدمات والمشروعات الحيوية، قبل أن يطلق أخيرا خدمة البريد الإلكتروني لتلقي الملاحظات والاقتراحات، واحتلت مطالب الأهالي الواجهة مجددا وأخذت حيزا كبيرا من النقاشات والتداولات خلال الفترة الماضية، وقفزت فكرة تحويل المحافظة إلى منطقة كأهم وأقوى المطالب التي تؤرق هاجس الأهالي مستندين على أحاديث غير رسمية روجت خلال الفترة الماضية لاحتمالية فصل محافظة حفر الباطن إداريا عن المنطقة الشرقية، وأنها ستكون المنطقة الرابعة عشرة في المستقبل القريب على اعتبار كثافتها السكانية وموقعها الجغرافي ونموها الاقتصادي وازدهارها العمراني.
ويعد عبدالمحسن بن محمد العطيشان المحافظ الرابع عشر، حيث تعاقب عليها في السابق 13 محافظا من عام 1357 وحتى عام 1428، وأدارها خلال الأربع سنوات الماضية وكيل المحافظة مسلط بن عبدالعزيز الزغيبي.
خدمات عاجلة
وقال وكيل محافظة حفر الباطن مسلط بن عبدالعزيز الزغيبي إن المحافظة تحتاج للكثير من الخدمات من أهمها زيادة الطاقة الاستيعابية لكليات البنات، وكذلك رحلات للخطوط السعودية لمدينة الدمام بحكم أن حفر الباطن تابعة إداريا للشرقية، وكذلك وجود جامعة تحتضن أبناء المحافظة، مشددا على أن التوسع العمراني والنمو الاقتصادي زاد من حجم المطالب.
وأكد عضو المجلس البلدي السابق مقعد بن زيد الحربي أن محافظة حفر الباطن تفتقد للكثير من الخدمات على اعتبار أن الجهات الحكومية فيها هي عبارة عن مراكز تقوم بعمل منطقة قياسا على عدد السكان وجغرافية المكان، مشيرا إلى أن حفر الباطن تحصل على مخصصاتها المالية على هذا الأساس مما انعكس سلبا على روح الأداء. وقال الحربي: «نتطلع من محافظ حفر الباطن الجديد تطوير جميع القطاعات الحكومية والنهوض بها إلى مستويات أفضل لاسيما أنها من أكبر المراكز الإدارية التابعة للمنطقة الشرقية»، وأضاف: «في حال صدقت الأحاديث التي نسمعها دون تأكيدات رسمية بتحويل محافظة حفر الباطن إلى منطقة فإنها سوف تقفز إلى الأمام وتنافس كبرى المدن السعودية في جميع المجالات».
وقال عضو الغرفة التجارية ورجل الأعمال عبدالرحمن الشريع أن المحافظة تحتاج للعديد من الخدمات من أبرزها مركز حضاري والاهتمام في إنجاز مشروعات التصريف، وكذلك إدارة خاصة للجودة لمراقبة الأداء في البلدية، وكذلك الاهتمام بسوق الخضار إلى جانب مشروعات الإنارة والسفلتة التي تشتكي منها أغلب الأحياء.
وعبر عضو المجلس المحلي مضحي دغيم الشمري عن تطلعه إلى دعم المحافظ العطيشان لمشروع المدينة الجامعية المتكاملة، وأَضاف: «وجود جامعة هو المطلب الأول والملح الذي بات هو هاجس جميع أبناء المحافظة على اعتبار أن هناك من 8000 إلى 9000 خريج وخريجة في الثانوية العامة كل عام»، وزاد الشمري: «هؤلاء الخريجون عانوا وما زالوا يعانون عدم وجود كلية تمنح درجة البكالوريوس، بالإضافة إلى صعوبة تكاليف السكن والدراسة في المناطق الأخرى الأمر الذي جعل معظم أبناء المحافظة يتحولون للقطاعات العسكرية وانعكس ذلك سلبا على التطور الخدماتي في المحافظة».
وشدد الشمري على أن تحويل بلدية حفر الباطن إلى أمانة يعتبر مطلبا مهما بعد قرار الموافقة عليه من مجلس المنطقة، وكذلك فتح أقسام للشرطة في الأحياء وفصل إدارة الدوريات الأمنية عن الشرطة واستحداث إدارة مستقلة لها.
فروع نسائية
ويرى المواطن نافع العياد أن المحافظة تحتاج لفتح فروع نسائية لها بمبنى الأحوال المدنية بمحافظة حفر الباطن، وكذلك في عدد من الدوائر الحكومية الأخرى، مطالبا فروع هيئة الرقابة بإبراز دورهم في حفر الباطن مثلما يحدث في المدن الأخرى.
وقال المواطن محمد الفيصل إنه يتمنى أن يشاهد تطورا حقيقيا مع المحافظ الجديد عبدالمحسن العطيشان وأن يكون هناك تغييرات ملموسة نشاهدها على أرض الواقع، خاصة الالتفات للبنية التحتية ومشروعات الصرف الصحي ومشروعات أخرى ما زالت معلقة، وقال: “لازال مشروع تصريف السيول هو الورقة التي تلوح بها بلدية محافظة حفر الباطن منذ سنوات طويلة في كل موسم رغم أنه من المفترض أن تنتهي من ذلك مبكرا وتفكر في مشروعاتها الخدمية الأخرى، فهي لازالت غير قادرة على تجاوز هذه النقطة حتى الآن”. في حين يعبر سالم فهد عن تفاؤله بإيجاد رحلات طيران للدمام تكون بشكل شبه يومي إضافة إلى سرعة إنجاز الطرق السريعة، خاصة طريق الدمام – حفر الباطن.
زيارات يومية
من جهته قام محافظ حفر الباطن عبدالمحسن العطيشان بأكثر من عشرين زيارة خلال الأيام الماضية لعدد من الجهات الحكومية للوقوف على مستوى الخدمات فيها، منها المعلن ومنها غير ذلك، وأكدت مصادر لـ “الشرق”عدم رضاه على مستوى العديد من الخدمات المقدمة خاصة خلال زياراته الاستطلاعية التي يقوم بها خلال فترة المساء، وقال العطيشان في تصريح له: “نتطلع لخدمات أفضل وجودة عالية في الأداء ومسؤولية التطوير هي مسؤولية مشتركة بين الجميع ونأمل من رجال أعمال المحافظة الدعم والمبادرة لإبراز المحافظة بشكل أفضل خلال المرحلة المقبلة”، وأضاف “حفر الباطن أعتبرها بيئة بكر للعديد من الاستثمارات ولاشك أن المدينة الصناعية التي سيتم افتتاحها قريبا ستحدث تغيرا ملحوظا في المحافظة”.
المصدر