اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > الاقسام العامه > القسم العام

القسم العام للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-15, 12:10 AM   رقم المشاركة : 1
متعب الزبيلي
عضو ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
متعب الزبيلي غير متواجد حالياً

 


 

محيط يصنع فشل المحنك



بسم الله الرحمن الرحيم

محنكـ


انفصل والديه وهو لا زال بسن الرابعة
ويفتقد حنان الأمومة ، ووالده يعامله بشي
من القسوة ، ويبدو " حنون " ولطيف حين
يكون هناك زوار ، ويعود كما هو حالهُ حين مغادرة
الضيوف . .

وقلما يذهب للشارع ( كون والده صارما )
في قرارته حياله ، ولذا يجلس امام باب
منزلهم ويطالع للأطفال وهم يلعبون ، الا انهُ
بدأ يقترب من الاطفال ويحتك بهم ، وبما انهُ
اغلب حياته لا يحتك بالآخرين ، فهو يفتقد معرفة أشياء كثيره
ولذا " يضحك ويهزا به الصغار " وينادونه بالاهبل
وغير هذا من مسميات تضايق محنك . .

وبينما محنك يلعب ويلهو يوماً لوحده ، ومر بقريتهم
عابري سبيل ، وجلسو تحت ظل شجره للراحة ، وشاهد
احدهم " الطفل محنك يلعب لوحده " واستغرب الامر
ونادى " يا انت ياهذا ياغلام " وأجابه محنك نعم نعم
ماذا تريد ، قال ما اسمك ياهذا ( قال اسمي اهبل ) الاهبل
وما اسم ابيك ( قال اسمه ابي ) قال ادرك بأنهُ ابيك ولكن
ما اسم ابيك ، قال هو اسمه ابي ، صمت الرجل وقال
مابالك لا تلهو مع اقرانك ، قال أحب اللعب لوحدي . .


مسح الرجل على رأسه وقال بل انت " محنك " يافتى
امضي وعد الي مكانك الذي تلهو به ، ومضى محنكاً
وبعد قليل مضى القوم عابري السبيل وذهبو الي حيث
قريتهم . .

عاد الطفل محنك الي المنزل ، وهو يبحث عن والده
اذ لديه سؤال ، ولم يجده واذ به بعد مضي بعض الوقت
يأتي ، قال محنك ابي اريد ان اسئلك ، قال والده وعن ماذا هيا اسئل ( قال ابي ما اسمك ) عهدة الناس ينادونك ابا محنك
واناديك بأبي ولا اعرف ما اسمك ، قال ابيه اقترب اقترب ياهذا ( ويتناوله مخمس الا أذنه لها صفير ) ويذهب محنك الي غرفته وهو
يتألم من ضربة والده له ، ويستلقي على ظهره ويداهمه
النعاس ، ويمضي *1. .

ويخرج من الغرفة ، واذا به يشاهد رجل يجلس
بقرب والده ، قال ياانت ياهذا ( ايكما ابي أأنت ) او انت
قال والده انني لوحدي ( اذهبنا عني لافتحنا بوجهك
مجمع كباري ، هيا انصرف ) وينصرف محنك مستغربا
اذ اعتاد حين وجود اخرين عند والده يكون اكثر لطافه !
. .

ويخرج للشارع واذ يشاهد كل طفل من اطفال القرية
بجانبه اخر يشبهه تماماً ، وينادي احدهم قال مالأمر
من هذا الذي بجانبك ! ، قال ليس بجانبي اي شخص
اجننت ايها الاهبل ، وينادي الاطفال ويجمعهم قال استمعو
ما يقول هذا الاهبل ، انه يقول ...... ، ويضحك الاطفال وهم يرددون " جنن اهبل " . .

محنك ماذا هناك مالأمر ، هل اثر علي " مخمس ابي " او
ماذا حدث لي ، ويقرر محنك على ترك قريتهم واسمها " شرق "
ويتجه لمنزلهم ويأخذ شي من التمر وقطعة خبز ، وينطلق يجري
في الصحراء ويقطع الفيافي ، وقد ناله مانله من الإرهاق والتعب
الا ويشاهد شجرة ويتجه نحوها ويستظل بظلها ويغفو . .


ويصحو صباحا ، على أصوات تبدو بقربه ، وينهض واذ
بشخصان يجلسان ًيتناولون الإفطار ويدعون محنك لمشاركتهم
وبالفعل يلبي دعوتهم ، وحين فرغو من الاكل ، قال احدهم ما اسمك
ياهذا ، قال الاهبل ، وبعد صمت قليل ، ويسئل محنك الرجل
وما اسمك انت ، قال اسمي ( الشنب بن الشجاع المدلل ) ويصمت
محنك ، قال مابالك ايها الاهبل اقول لك اسمي الشنب وتصمت ،
قال وماذا تريدني اقول ، ويلتفت الشنب ابن الشجاع الي الخادم ، قال اربط يدي ذالك الاهبل ، لنذهب به خادماً لقوم بني المدلل ، ويفعل الخادم ما امر به سيده . .

ويصلون لقرية بني المدلل ، ويجعلون محنكاً خادماً لهم ، يرعى أغنامهم ويجلب لهم الحطب ويفعل لهم كل شي . . وبينما محنك
يرعى يوماً الأغنام ، الا ويأتي خادم رئيس قرية بني المدلل ويصحبه طفلين ، ويجلس الخادم واذ بأحد الاطفال يهمس للخادم
، قال يا انت يا اهبل ، ابن الرئيس يرغب بالركوب على ظهرك ليلهو
، ويرفض محنك ذالك ، ويقف الخادم قال أتفعل او أنني ضربتك بهذا السيف وفصلت رأسك عن جسدك ، ويرفض محنك ، ويرفع خادم الرئيس سيفه ، الا وبمحنك يقبض بيده السيف ، ويسلبه من يد خادم الرئيس ، ويرفعه ويضرب به رأسه ويرديه قتيل . .

وينظر ماذا حدث ماذا فعلت ، ويغادر المكان يجري ويجري ، ويصل لمكان مملؤ بالماء ، وكان منظر مهيب لمحنك اذ لم يعهد مشاهدة البحر ، ويرى من بعيد جسما يطفو على سطح الماء ، ويقترب منه شي فشي ، ويقترب منه واذ به يحمل عدد من الاشخاص ، ويقفون بقرب محنك ، وخاف منهم الا انه حين شاهدهم مبتسمون ارتاح بعض الشي لهم ، وينزلون ويجلسون على جال البحر ، وكان حديثهم مع محنك " بالاشارة " اذ لايفهم كل منهم كلام الاخر ، وبينما هم يتبادلون الحديث بالاشارة مع محنك ، واذ به يلمح من هناك أقواما كثيره تتجه نحوهم ، وأصاب محنك الفزع فهم قوم بني المدلل ، ويخبرهم بالاشارة بأن القادمون يريدون قتله ، ويصطحبان محنك معهم على ظهر السفينة ، ويهربون . .


ويقطعون المسافات ، ويصلون الي حيث مدينتهم ، وينزلون ومعهم محنك ، ويذهب متتبعا خطاهم ، الا ويلتفتون له ، قائلين ماذا تريد تتبعنا اذهب الي حيث تريد ودعنا ، ويتركهم محنك بحالهم ، ويجلس بقرب احد المطاعم ، ولم يعهد محنك المطاعم من قبل ولا حياة هؤلاء القوم . .


وتمر الايام ومحنك لا يبرح مكانه قرب المطعم ، والذي اصبح عامل نظافه به ، وشي فشيئا ويتعلم لغتهم ، ويصبح محبوباً لدى صاحب المطعم ، ويرقيه لمحساب ومن ثم مدير للمطعم ، وبعد سنين يصبح المدير العام لسلسة المطاعم العائدة ملكيتها لصاحب المطعم الذي يعمل به محنك . .


ويتزوج ابنت صاحب المطعم ، وبعد مضي ستون عام ، ويشتاق لمضارب قريتهم وأهله ولعل والده لازال حيا ليراه ، ويعرض رغبته على زوجته وابناءه ، ويذهب ابناءه الي مكاتب الحجز ، ويرفضون الحجز لوالدهم كونه لا يمتلك اثبات انتماء ، اذ لم تعد الايام كما في السابق حين قدوم والدهم ، وينهون المهمه بمدة يومين ، ويحجزون له التذكرة . .

وتقلع به الطائرة الي مضارب قريته شرق ، ويجول به فكره الي الوراء ، لأيام الصبى والشباب ، الي حيث مراتع بني المدلل ، الي لحظة هروبه ، ولحظة فصله لرأس خادم رئس بني المدلل . .

وبينما أفكاره تجول واذ بقائد الطائرة يعلن على الركاب ربط الأحزمة ، وماهي الا دقائق وتهبط الطائرة في مطار شرق ، وينزل الركاب ويصطفون امام موظفي المطار ، ويصل دور محنك ويناول موظف المطار " كرت المرور " ويسئله ( اين اثبات الانتماء ، ويشرح له قصته وبعد ان انتهى ) ويهمس رجل المطار بأذن زميله ، وطلب من محنك ان يتبعه ، ويتبعه حتى وصل به مكان يبدو بأنهُ سجن ، قال ماهذا ماذا تفعل ( قال تتدخل ولا تنتاولتك بونيا وضعيت ملامح وجهك ) ويدخل محنك السجن " قضية عدم ايجاد اثبات انتماء " ويمضي عشرون عام ، اضافة لخمسة اعوام قضاها يبحث عن " كفيل " ، وحين بلغ الخامسة والثمانين من عمره ، وتتعاطف معه ادارة المطار ويتم إطلاق سراحه . .

ويتجول بقرية شرق ، فقد تبدلت ملامحها واتسعت وتبدو افضل مما كانت عليه في السابق ، ويلمح من هناك مجموعة اشخاص قريبين منه بالعمر ، يجلسون بظلال احد المنازل المهجورة ، ويلقي عليهم التحية ويجلس معهم ، واذ بهم يتحدثون عن ايام صباهم والطفوله ، ويقص احدهم قصة حدثت له ايام شبابه ، وانهُ مر بهذه القرية وجلس وأصحابه بظل شجرة للراحة ، وانهُ شاهد احد اطفال القرية جالساً يلهو ويلعب لوحده ، وانهُ ناداه وقال ما اسمك وقال اهبل ، وما اسم ابيك قال " اسمه ابي " كم يبدو ذاك الطفل ذكي ومحنك حين أجابني بذالك ( فقال الاخر ماوصاف ذالك الطفل ، وذكرها له ) وقال :- انه " محنك الملقب بالاهبل " . .


وينظر محنك بوجه الرجل جيداً ، وبالكاد يتذكره ، ويستغرب كيف بذالك الرجل لا زال يذكر تفاصيل وقعت قبل عقود مضت ! ، وقد مررت بالكثير من المحطات ونسيت تلك الحكاية والتي هي السبب في اتخاذ قراري بمغادرة قرية شرق . .

ويمر بهم شخص يسئل ( أهذه حارة اهبل المحنك ) قالو نعم ،
قال واين اذا ساحة لعب ( الفتى الاهبل ) ووصفوها له ، ويمضي
ويصرررررخ محنكاً . .

( ايها المتسدحون بالأظله ) مابالكم هو انتم انتم ، تتذكرون المساوئ وتتناسون بأنكم " لم تفلحون كيف تأخذون بيد طفل ، عيبه لم يكن متمكن ًمتمرس بالحياة ، وجعلتموه " اهبل " وهو ليس بأهبل ، اذ حين وجد من يأخذ بيده اصبح " محنكاً وأسماً على مسمى "


أبقو كما انتم " طفولتكم بساحات الحواري ، وشبابكم امنيات وطموحات هي متشابهه ، تريدون عمل يقع جوار منازلكم ، وفي شيخوختكم " تسدح بالأظله " وترديد للماضي . .


وينهض محنك " الا ويصحو من نومه " وما في الامر انه كان يمضي 1* ، من خلال حلم ، نقله لمحطات وامكنه ، والواقع لا زال هو محنك ولا زال هم قومه ، تسدح بالأظله وترديد قصيدة كم فنجال لحنيف صبيت ، متفاخرين بغزوات فنى أبطالها ، وتمضي الأجيال وتأتي اخرى وهم يرددون الحكايات نفسها . .


ما اكثر الطامحون بين ابناء قرى شرق ، الا ان المهبطون اكثر ، ومن هنأ ينتج الركود . .


حفظك الله اخي وأختي يامن مررتم هنا








التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم