الحضــور الأخيــر
............
أيتها الأقلام المبدعــة ..
أيتها القلـوب الرقيقـة ..
أيتها المشاعر المرهفة ..
...
...
أحبـــــــــتي ..
...
...
عندما نغيب ..
ونفارق من نحب ..
دائماً مايبتلع النسيان ..
ماتبقى من ملامح ..
من فارقناهم..
اذاً لا نستطيع ..
من استحضار كامل تفاصيل ..
وجوهم ..
وحضورهم ..
من بقايا ذاكرتنا ..
قبل الغياب ..
تركت إسم وقلم ..
وكلمة وحرف ..
كان يكتب ويرسم ..
ويعزف وينزف ..
حروف ترقى لمستوى من حوله ..
كان يعبّر عما بداخله ..
بكل حرية وبظله الممتد ..
إلى ..
حدود المستحيل ..
قبل الغياب ..
رحلت وكلي شوق ..
بأن نلتقي يوماً ..
والاّن ..
احترت كيف ..
اخط حروف الغياب ..
من أين أبدأ ..
وكيف أبدأ ..
وماذا عساني أقول ..
وكيف أنتهـي ..
حتى في اختيار عنوان لحروفي ..
لفتتني الحيرة ..
لقد هربت مني الكلمات ..
وضاعت الحروف ..
وخانتني كل تعابير الأرض ..
وأبتعدت عني الأسطر ..
حتى مشاعري أصابها السكون ..
!
!
!
أعذروني ..
فالمعاناة .. تسبق خط قلمي ..
ورياح الألم تجرفني ..
عند إبتعادي عنكم...
يرتجف القلب حزنا ..
وتزهر المسافات جرحا ..
وتشتعل القلوب لتذكرنا ..
برائحة وعبق المشاعر ..
بعد أمطار وعواصف الحضور ..
يغرد الفرح بألحان شقية ..
ويصبح الرحيل ..
في حياتنا مجرد عنوان ..
يهرب السؤال والأجابة معاً ..
الى المدن البعيدة ..
ليشدوا الأثنان معاً ..
وبكل لغات الكون ..
لحناً صاخباً ..
يذكرنا بما كتبنا .. وبمن شاركنا ..
يذكرنا بمن ستستقبل ذاكرتنا من حزن ..
عند غيابي ..
سأسمع همسات ..
وأعاصير الألم ..
كأنها موسيقى ..
تمنحني التمرد ..
وتحتضر الحروف ..
وتختلج الكلمات ..
نبضاً مشعاً ..
كأضواء الدموع ..
كوهج الشمس التي أحبها ..
فليس هناك أقسى من ..
غياب .. بعد اللقاء..
!
!
!
عذراً .. يا عاصمة الربيع على كلماتي ..
فأنتي في قلبي أنثى الوفاء ..
أم أنه مجرد تمرد يمر على نهــــاية سطر مثل سابق عهده ..
فهل ستكون هذه الكلمات هي حروف الخيال الأخير ..
أمنياتي
نهـــــــــــــاية سطــــــر
....