اتصل بادارة الموقع البحث   التسجيل الرئيسية

 


العودة   منتديات عاصمة الربيع > القسم الادبي > القصــه والقصيــده

القصــه والقصيــده قصص الماضي وحكايات الحاضر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-08, 01:58 AM   رقم المشاركة : 21
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً


السمكة والحرية


كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيرا جدا .. كانت قبل فترة قصيرة في البحر الواسع الشاسع الذي لا يحد ، ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع لحركتها ، ولسوء حظها فقد نسيها الصبي هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله .. كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد .. حاولت القفز ففشلت ، دارت بسرعة وحاولت الخروج ، فارتطمت بطرف الإناء الصلب ..
كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا ، اقترب من الإناء وقال :
- ما بك أيتها السمكة ، أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟..
قالت بألم :
- ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..
قال البلبل دون أن يفهم شيئا :
- مصيبة !! أي مصيبة .. أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..
- سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال ، ألعب وأنا بعيدة عن البحر ، ألعب وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي .. !!.. كيف ألعب وأنا دون طعام ؟؟.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن البحر ..
قال البلبل :
- أنا آسف.. فعلا لم أنتبه .. رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور، فظننت أنك ترقصين فرحا ..
- نعم .. كالطير يرقص مذبوحا من الألم !! ..
قال البلبل :
- على كل ماذا نستطيع أن نفعل .. أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل ،وأنت أكبر حجما مني ، كيف أصل إليك ؟؟ ثم كيف أحملك ؟؟..
قالت السمكة :
- إنني في حيرة من أمري .. لا أدري ماذا أفعل ! أحب الحرية ، أريد أن أعود إلى البحر الحبيب ، هناك سأسبح كما أريد ، أنتقل من مكان إلى مكان كما أشاء ..
قال البلبل :
- سأحاول مساعدتك ، انتظري وسأعود بعد قليل ..
طار البلبل مبتعدا ، حتى التقى بجماعة من الحمام ، طلب البلبل منها الحمام أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل .. وافقت جماعة الحمام ، وطارت نحو الإناء وحملته ، ثم تركته يقع في البحر .. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة إلى بحرها الحبيب .. قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور :
- شكرا لكم جميعا على ما قمتم به .. شكرا لك أيها البلبل الصديق ..
وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية والوطن .. كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن ..







التوقيع :
كل شيء مسموح به الا الغدر ...

حسابي بتويتر : Lino_818@

قديم 13-09-08, 10:32 PM   رقم المشاركة : 22
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً

الرسام والعصفور


بدأت أيام العطلة الصيفية ، وأخذ الأطفال يلعبون هنا وهناك فرحين سعداء ..

كل واحد منهم أخذ يلعب لعبته المفضلة ..

أما ماهر فقد عاد لممارسة هوايته في الرسم ..

منذ مدة وماهر ينتظر أن يعود لريشته وألوانه ..

كان يحب الرسم ويعتبره الهواية الأجمل في هذه الحياة ..

نادته أمه من البعيد : ماهر تعال يا ماهر ..

ركض نحوها ، وحين وصل ووقف قربها ، وضعت يدها على رأسه بحنان وقالت :

هاقد عدت إلى هوايتك المضلة ..

يحق لك الآن أن ترسم بكل حرية بعد أن أنهيت سنتك الدراسية بكل جد ونشاط ..

أخبرني هل رسمت شيئا ؟؟ ..

نعم يا أمي رسمت بطة جميلة وزورقا يسبح في النهر ..

قالت الأم:

وأين هي لوحتك ، أريد أن أراها ، ليتك تريني كل شيء ترسمه..

ذهب ماهر إلى الغرفة وأحضر لوحته الصغيرة .. نظرت الأم إليها مدققة وقالت :

لا شك أنك رسام ماهر مثل اسمك.. لكن كما تعلم الرسم يحتاج إلى الكثير من الصبر والمران

راقب كل شيء وارسم بكل هدوء .. التعامل مع الألوان ممتع يا حبيبي ..

سيفرح والدك عندما يعود بعد أيام من سفره ليجد أمامه عدة لوحات ..

السنة الماضية كانت لوحاتك أقل نضوجا .. لكن هاهي لوحتك الأولى لهذا العام تبشر بالكثير ..

ارسم كل شيء تراه في الطبيعة .. ليس هناك أجمل من الطبيعة .. والآن سأقدم لك هديتي ...

ضحك ماهر وقال :

- وما هي يا أمي ؟؟..

قالت الأم :

- ماذا ترى هناك على المنضدة ؟؟

نظر ماهر وصاح بفرح :

علبة ألوان ... كم أنا بحاجة إليها .. شكرا لك يا أمي ..

ركض نحو المنضدة وأخذ علبة الألوان بفرح .. قالت الأم :

وقد وعد والدك أن يحضر معه الكثير من أدوات الرسم ..

قال ماهر :

شكرا لكما يا أمي ..

خرج ماهر إلى الحديقة المجاورة ، جلس على أحد المقاعد وأخذ يتلفت قائلا :

ماذا سأرسم ؟؟ يجب أن أرسم شيئا جميلا .

سمعه عصفور ملون فقال :

ارسمني يا ماهر .. انظر إلى ريشي ما أجمل ألوانه ..

قال ماهر :

وهل تستطيع أن تبقى واقفا هكذا على الغصن حتى أنتهي من الرسم .. ؟؟..

أجاب العصفور :

أجل سأقف .. لكن هل سيكون الرسم جميلا ؟؟..

قال ماهر :

سنرى ..

وضع ماهر قطعة الورق المقوى على خشبة مربعة كان قد أحضرها معه..

أخرج الأقلام الملونة وبدأ يرسم بكل هدوء العصفور الذي وقف ساكنا إلى فترة تحرك بعدها وقال :

ماهر لقد تعبت ..

كان ماهر مستغرقا برسمه ، فلم يسمعه .. طار العصفور ووقف قرب ماهر قال :

تعبت يا ماهر .. تعبت ..!!..

ضحك ماهر وقال :

لا بأس سأتركك لترتاح قليلا ..

زقزق العصفور فرحا ، طار إلى الغصن وعاد ، وقف قريبا من اللوحة وأخذ ينظر ، قال بدهشة :

هل هذا الرأس رأسي يا ماهر ؟؟..

قال ماهر :

- أكيد ..إنه رأسك الجميل أيها العصفور ..

قال العصفور :

- رسمك رائع يا ماهر .. سأقف على الغصن حتى تكمل الرسم ..

أخذ ماهر يرسم العصفور بهدوء .. وكان العصفور بين الحين والحين يترك الغصن ويأتي لينظر إلى

صورته في اللوحة .. وبعد قليل من الوقت انتهى ماهر تماما من رسم العصفور وقال :

الآن تعال وانظر أيها العصفور ..

وقف العصفور أمام اللوحة ، زقزق سعيدا وقال :

هل هذه الصورة تشبهني حقا ؟؟ . كم هو جميل رسمك ..

ضحك ماهر وقال :

رسمي جميل لأنك جميل أيها العصفور الغالي ..

زقزق العصفور بفرح وطار بعيدا ليخبر أصدقاءه الطيور عن تلك الصورة الجميلة التي رسمها ماهر ،

بينما حمل ماهر أدواته وعاد مسرورا مليئا بالسعادة إلى البيت ...







قديم 23-09-08, 09:48 PM   رقم المشاركة : 23
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً


هيفاء وضوء القمر


ضحك القمر وألقى التحية على هيفاء التي كانت تجلس قرب والدها، تقرأ وتدرس بعض الدروس .. لذلك لم تنتبه ولم تلتفت لتجيب القمر الذي استغرب تجاهل هيفاء له ..
قال الوالد :
- ما بك يا هيفاء ؟؟.. هاهو القمر بكل جماله وبهائه يمد يده ليصافحك .. يا الله ما أجمل القمر .. انظري إليه يا هيفاء .. ردي السلام يا حبيبتي .. سيحزن القمر حين تهملين رد السلام عليه ..
ابتسمت هيفاء وقالت :
- لا شك أن القمر جميل يا والدي .. لكن أريد أن أسألك ما الفائدة منه الآن ؟؟..
قال الوالد مستغربا :
-القمر يا ابنتي عنوان الليل .. عنوان الجمال والبهجة ، انظري كيف ينير السماء فتضحك النجوم وترقص حوله مزغردة .. هل هناك أجمل من القمر .. يا الله ما أحلاه ..
قالت هيفاء :
- لكن مع وجود الكهرباء لم نعد بحاجة إليه . هذه هي الحقيقة يا والدي ولن تتغير هذه الحقيقة لأن العلم في تطور مستمر ..
نظر الوالد إلى ابنته عاتبا مستاء .. أراد أن يقول لها أشياء كثيرة عن القمر وفوائده .. لكن قبل أن يفتح فمه كان القمر قد انسحب بهدوء آخذا نوره الفتان الجميل ، فأظلمت السماء ، وحزنت النجوم ، واصبح الجو مليئا بالكآبة .. ارتعشت هيفاء خوفا ورمت نفسها في حضن أبيها وقالت بصوت مليء بالخوف :
- ماذا جرى يا والدي ، أصبح الجو مخيفا ، كل شيء محاط بالظلمة.. قبل قليل كان كل شيء رائع الجمال فماذا جرى ؟؟..
ربت الوالد على كتف ابنته وقال :
- هل عرفت الآن قيمة القمر ؟؟!!..
قالت هيفاء :
- نعم يا والدي عرفت .. بالله عليك عد أيها القمر الحبيب .. أعترف أنني كنت مخطئة ، وأطلب أن تسامحني ..
قال الوالد :
- يبدو أن حزنه كبير لذلك لن يعود هذا المساء ..
قالت هيفاء :
- لكن القمر يحب الأطفال يا والدي .. وقد اعترفت بخطئي .. ألا تسمعني يا قمري الغالي ، بالله عليك عد ..
عندما سمع القمر صوت هيفاء ، وعرف أنها حزينة لغيابه ، عاد لينير كبد السماء من جديد ، وعادت النجوم لترقص وتغني بفرح ، قالت هيفاء :
- كم أنت جميل ورائع يا قمري العزيز ..
خاطبها القمر قائلا :
- اسمعي يا هيفاء ، كل شيء في الدنيا له فائدة ، الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله وظيفة يؤديها .. وأنا القمر يا هيفاء أما سمعت كم تغنى الشعراء بي ؟؟..
قالت هيفاء :
- أنت صديق رائع وجميل ومفيد .. سامحني يا صديقي ..
قال القمر :
- أنت صديقتي يا هيفاء ، وقد سامحتك منذ البداية .. وثقي أننا سنبقى أصدقاء أوفياء ..
ضحكت هيفاء وعادت لدروسها سعيدة مسرورة ..







قديم 23-09-08, 09:53 PM   رقم المشاركة : 24
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً

طالع الشجرة / نضال والعزيمة

كان نضال فتى وسيما ،عاش طفولته مع اسرته في احدى قرى الجليل . وكان بكر هذه الاسره
القروية .... واعتاد ان يذهب الى الكروم والحقول مع رفاقه ، والى الغابة القريبه فوق جبل السنديان ،
حيث يتسلقون الاشجار ويتأرجحون على اغصانها الغليظة ....
وكان نضال بينهم القائد الصغير المبادر لكل عمل ولهو ، حتى نال حب واعجاب رفاقه ... لقد
كان يكثر الخروج الى الطبيعة والتمتع بجمالها ويصعد على الاشجار حتى يصل الى القمة ....
وذات يوم ، انطلق مع رفاقه الى احدى الغابات ، وكان في الغابة شجرة جميز عالية ومتفرعه ،
فعزم على الوصول الى قمتها ، وقد حذره رفاقه من خطر السقوط ، الا انه لم يسمع نصيحتهم ، ولم
يعبأ بتحذيرهم ...
خلع نضال حذائه وثيابه العلويه ، وتسلق على الجذع الضخم وبسرعة وصل مجمع الفروع
العديدة ، ومن ثم صعد على الفرع في وسط الشجرة المرتفع الى اعلى بزاوية قائمة تقريبا .... ارتفع
نضال وارتفع ، وكان الرفاق من تحته على الارض ما بين مشجع ومحذر ولم يدر كيف ان قدمه
انزلقت ، ولم تساعده يده على الامساك باحد الفروع ، واختل توازنه ، وفجأة هوى الى الاسفل ،
مخترقا الاغصان الطرية تارة ومصطدما بالقاسية الاخرى ... واخيرا سقط على الارض ، فدقت ساقه
اليمنى .....
قضى نضال طيلة شهرين في الفراش ، والجبص يلف الساق كلها وجبر الكسر وعاد الى الحياة ،
يلهو ويلعب ويخرج الى الغابة ويصعد على الاشجار ....
لم تكن حادثة كسر ساقه قد ردعته عن شيء ، فعزم ان يصعد على الجميزة ويصل الى قمتها .
لقد كان يراوده ذلك الامر وهو لا يزال نائما في السرير ، يقينا منه ان لا شيء مستحيل ....
ذهب نضال كعادته مع بعض رفاقه الى نفس الغابة والى شجرة الجميز حيث دقت ساقه ، وما
ان وصل حتى اسرع بخلع حذائه وثوبه ، وبالتسلق على الشجرة ، وتناسى ان رجله قد دقت في هذا
المكان ، وانه سوف يعرض ساقه لنفس المصير الاول ، او ساقيه معا .... الا انه كان قد عرف مواطن
الخطر ايضا ، وعرف الخطا الذي ارتكبه عندما سقط انذاك ....
صعد نضال الى اعلى ، ولم يصل اكثر مما وصله في المرة الاولى ، وسقط على الارض هذه المرة
ايضا ، كادت ساقه اليسرى ان تدق ، نهض متألما يتحسس رجله واعاد الكرة ثانية وثالثة ورابعة ...
وكان في كل مرة يسقط الى الارض ! كان الرفاق يحاولون منعه قائلين له : كفى ! الا تخاف ان
تكسر رجلك مرة اخرى ! وتنام في السرير شهرين كاملين ! لكن ذلك لم يثنه عن عزمه , بل استمر
وتمكّن ان يتجنب كل مرّة الاخطاء التي تسببت في سقوطه ...
وكان في كل مرة يحاول بها يرتفع قليلا حتى انه وصل اخيرا الى قمة الشجرة . واعاد الكرّة الى القمة
ثانية وثالثة ورابعه...
وارتفع صوت رفاقة بالغناء في كل مرة يصل فيها الى القمة قائلين :

" يا طالع الشجرة هات لي معك بقرة

تحلب لي وتسقيني بالملعقة الصيني .."

وهكذا كان نضال لا ينثني عزمه عن انجاز عمل حتى يحقق ما يراه ممكنا !
مرت الايام وكبر نضال واحب ركوب الخيل وتمرن على ذلك في حقول القرية الواسعه ,
وصارت هوايته المحببه الوحيدة التي يمارسها يوميا على حصانه الابيض ..
وركب الحصان ذات يوم, كي يعبر به فوق الحواجز لاول مرة فما ان قفز الحصان الا ونضال
يهوي الى الارض. وفي الكرة الثانيه هوى عن حصانه الابيض وهو يجتاز الحاجز , لكنه استطاع ان
يقف على رجليه بسرعة ويعود الى صهوة الجواد . وفي الثالثة والرابعة استطاع ان يسقط واقفا...
وواظب على التمرين والمحاولة ولم يسقط, واستطاع ان يثبت فوق الجواد الابيض ...
وذات يوم صار نضال يشارك في سباق الخيول , في تخطي الحواجز على اختلاف ارتفاعاتها..
واستطاع ان يفوز اكثر من مرة بالمرتبة الثالثة فثم الثانية , حتى انه فاز اخيرا بالمرتبة الاولى !! وكان
دائما يقول : "بالعزيمة والصبر والمثابره يتحقق كل شيء...







قديم 16-10-08, 03:40 AM   رقم المشاركة : 25
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً

موسيقا الطبيعة





غابت الشمس، فلبست الطبيعة، رداءها الأسود الجميل.‏
أطل معن برأسه، من نافذة غرفة المزرعة وصاح:‏
- جدّي... جدّي!!‏
- نعم يا صغيري، ماذا تريد؟‏
- لقد حلّ الظلام، وحان موعد ذهابنا إلى النهر، لنسهر على ضوء القمر، ألم تعدني بذلك؟.‏
- أجل.. ولكن بعد أن تضع إبريق الشاي والكؤوس في كيس.‏
ثم حمل الجد عكازه، ومضيا صوب النهر.‏
جلس الجدّ على حافة النهر، وقال:‏
- ألا ترغب بشرب الشاي، يا صغيري؟‏
- بلى.. الشاي لذيذ.‏
جمع الجدّ من حوله أعواداً يابسة، وأشعلها، ثم وضع ثلاثة أحجار، وركز الإبريق فوقها.‏
كانت النار ترسم على وجهيهما، وهجاً أحمر كذاك الذي ترسمه الشمس على وجه البحر، لحظة غيابها.‏
غلى الشاي، نصبّ الجد كأسين، إحداهما ملأى والأخرى نصفها.‏
نظر معن إلى كأسه، وقال ممتعضاً:‏
- لماذا صببت لي نصف الكأس، لقد صرت كبيراً، أما قتلت اليوم جرادتين؟‏
ضحك الجدّ وقال:‏
- الشاي ساخن، وأخشى أن يحرق فمك، هيّا ضع ملعقة سكر في كل كأس.‏
غرَفَ معن السكّر بالملعقة، وبدأ يحرك، بغتة انتبه إلى أمر.‏
كان صوت الملعقة في أثناء التحريك، مختلفاً بين الكأسين.‏
نقر بخفّة على حافّة كوبه، فصدر رنين حاد ثم نقر على حافّة كوب جدّه، فصدر رنين غليظ.‏
نظر إلى جدّه باستغراب قائلاً:‏
- هل سمعت يا جدّي، الملعقة تصدر موسيقا؟!.‏
ابتسم الجدّ، حكّ لحيته بأصابعه الخشنة، وقال:‏
- الموسيقى موجودة حولنا، وما علينا سوى سماعها؟‏
تلفت معن في كلّ الإتجاهات، سار نحو النهر غمس قدميه بمياهه، تناثر رذاذ ناعم، وعلا صوت خريره.‏
ركض صوب شجرة صفصاف، فسمع تسبيح أوراقها، وابتهال أغصانها. تطلّع نحو أعواد القصب، المغروسة كالرماح على ضفاف النهر فعلم أن صوت الصفير المبحوح، يخرج من أفواهها، كلما دخلت الريح إليها.‏
كانت الأصوات، تتداخل في أذنيه الصغيرتين فطرب لها، وتمايل، ثمّ بدأ يغنّي: "ورقات تطفر بالدرب‏
والغيمة شقراء الهدب‏
والريح أناشيد‏
والنهر تجاعيد‏
يا غيمة يا....."‏
توقف أحمد عن الغناء، أدهشه منظر القمر على حافة غيمة رمادية، ماسكاً بإحدى يديه عصا صغيرة، يحرّكها بعفوية، كأنّه قائد فرقة موسيقية بينما راحت الطبيعة، تعزف موسيقاها الأزليّة.‏







قديم 16-10-08, 07:56 PM   رقم المشاركة : 26
laonly
عضو فعال
الملف الشخصي






 
الحالة
laonly غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً

الله يعطيك العافية







قديم 17-02-10, 11:57 PM   رقم المشاركة : 27
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً







قديم 17-02-10, 11:58 PM   رقم المشاركة : 28
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

رد: قصص أطفال قصيرة جداً







قديم 19-08-10, 04:14 AM   رقم المشاركة : 29
لينو
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
لينو غير متواجد حالياً

 


 

الفراشة الصغيرة




لم تتخيل الفراشة الصغيرة أنها ستبتعد عن منزلها هذه المسافة ... همست لصاحبتها ، يجب أن نعود ، أمي نبهتني ألا نخرج من المزرعة .. تعالت ضحكات الرفيقة : جبانة ، اعلم انك جبانة .. هيا .. تعالي سأريكِ زهرة عذبة العطر

حاولت ألا تستجيب لنداء رفيقتها لكنها لا تحب أن يقال عنها جبانة ، انطلقت مع رفيقتها حتى وصلتا لزهرة تفوح منها رائحة طيبة .. تمايلت الفراشة إعجابا برائحة الزهرة ، وتلك الألوان الجميلة التي تزين صفحاتها ، نعم يبدو عسلها طيب الطعم .. نظرت الفراشتان لبعضهما وانطلقتا كصاروخ موجه لقلب النبتة ، وانغمستا بين ثناياها تلتهمان قطع العسل المتناثرة بين زوايا حبيبات الطلع بنهم وشره ... نسيت الفراشة الصغيرة نصيحة أمها : إياك الابتعاد عن حدود المنزل ، إياك الاقتراب مما لا تعرفين أصله .. نسيت كل شئ إلا طعم حبيبات العسل ..

بينما استغرقتا بالتهام طعامهما المفضل سادت السماء ظلمة غريبة .. رفعت الفراشة الصغيرة رأسها بعد أن انبئتها قرون الاستشعار بخطر قريب ، ورأت الكارثة .. أوراق الزهرة ترتفع بهدوء ، هدوء شديد في محاولة لضم فراشتان حسناوان اكتشفتا انهما ضحية فخ نصبته الزهرة لهما لتكونا وليمة دسمة لمعدة جائعة !!

حاولتا التملص لكن الأوراق تضيّق الخناق عليهما حتى بات الموت وشيكا .. بدأ الاستسلام يدب فيهما إلى أن مُدّت ورقة صغيرة في قلب الزهرة تمسكتا بها جيدا لتنقلهما لجانب بعيد عن الخطر .. بتعب نظرت الفراشة الصغيرة لمنقذها ، كانت أمها ، ابتسمت بتعب شاكرة ، كان آخر ما سمعته من أمها : خبرتني جاراتي الفراشات أنكما ذهبتما باتجاه آكلة الحشرات ، فلحقتكما .. باتت تستسلم للنوم ولسانها يردد بثقل : أخر مرة يا أمي .. آخر مرة







 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع

تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم