[align=center]كتبه : صالح الورثان بتاريخ : 2010-05-12
جميع مواطني المملكة في المدن الرئيسة استبشروا خيرا بالنظام المروري الجديد (ساهر)، وضجت الصحافة السعودية بأنباء ذلك النظام المدعوم من سلطات عليا في الدولة.
ويبدو أن مجازر الحوادث المرورية الدامية والطاحنة التي فتكت بآلاف الأسر والتهمت الملايين من شباب الوطن دقت ناقوس الخطر الإجتماعي، فشعرت الجهات المرورية المعنية بجسامة المسؤولية وأحست بأن دورها يجب أن يبدأ لوقف شلال الدم اليومي المتدفق على أرصفة شوارع المدن وطرقها القصيرة والطويلة!
تقول الإحصائيات إن الحوادث التي وقعت خلال العام الماضي 1430هـ أدت إلى وفاة 6142 شخص، أي بمعدل وفاة 17 شخص في اليوم. إنها أرقام مرعبة وحوادث قاتلة فرقت الأسر وشتت الأهل وقضت على الأبناء من الجنسين في مقتبل العمر. ومن هنا فإن النظام الساهر الذي يعتمد على اصطياد المخالفين برصد مصور عبر آلات تصوير خصصت لهذا الغرض ربما يحد من ظاهرة السرعة في حالات معينة لكنه حتما لن يرفع درجة الوعي لدى السائقين السعوديين والمقيمين، والمصيبة أن الحرب الضروس التي يمارسها قائدو المركبات في الشوارع ضد بعضهم لايمكن أن ترصد أو تصور؛ إذن فالوعي ضعيف واحترام النظام والذوق المروري معدوم تماما، والدليل كثرة الحوادث المرورية التي راح ضحيتها أناس أبرياء وأطفال لم يتذوقوا طعم الحياة بعد.
ومع التفهم لأهمية النظام المروري الساهر فإن الشعب بحاجة إلى نظام لايكون ساهرا يلتقط الصور ويدين السائقين ويجازيهم بدفع غرامات مالية، بل بحاجة إلى نظام صارم جدا ولا يرحم أحدا؛ فعقول السعوديين تعودت على همجية القيادة، وتعود الإنسان السعودي على المحاربة بمركبته في الشوارع متباهيا بمطاردة الآخرين دون وعي أو إحساس إنساني بقيمة أرواحهم..!
نعم لساهر، ونعم لنظام ردع قوي وفاعل يحاسب الصغير والكبير، ولا يفرق بين هذا وذاك، نظام يخلو من المجاملات والواسطات والاستثناءات؟
ولعلني أذكر قبل أن أختم قضية قيادة صغار السن والمتهورين والعمالة السائبة للسيارات في المدن السعودية، فهل يقوم ساهر بتصويرهم؟
[/align]