<41>
هل هذا حديث " لا يكرمهن الا كريم و لا يهينهن الا لئيم " وما صحته ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ابي اعرف هل هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
لا يكرمهن الا كريم و لا يهينهن الا لئيم
الجواب :
هو بلفظ : " ما أكرم النساء إلاّ كريم ولا أهانهن إلاّ لئيم "
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " : موضوع .
والحديث الموضوع : هو الحديث المكذوب ، لا تجوز روايته ، ولا تناقله إلاّ على سبيل البيان والتحذير .
والله تعالى أعلم .
وهنا توضيح الكلام كامل بالحديث
هذا القول ليس بحديث وإنما وضع عن رسول الله عليه الصلاة والسلام والصواب هكذا لفظه " ما أكرم النساء إلا كريم , و لا أهانهن إلا لئيم "
قال الشيخ الألباني رحمه الله في " سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة " ج 2 ص 241
( موضوع )
رواه الشريف أبو القاسم علي الحسيني في "الفوائد المنتخبة " ( 18 / 256 / 2 ) , و من طريقه الحافظ ابن عساكر في "تاريخه " ( 4 / 282 / 1 ) وعنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص 101 الحديث 39 ) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي : نا عبد الرزاق بن همام :أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن ( علي بن أبي طالب ) مرفوعا
و قال الشريف : " هذا حديث غريب .....لا أعلمه رواه إلا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي "
و كذا قال أبو منصور و زاد : "و لم يكتب عنه إلا من هذا الوجه "
قلت :و هذا إسناد واه بمرة , و فيه علل :
1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في "التقريب "و مستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر "
و كذا قال أبو داود
2 - إبراهيم الأسلمي كذاب كما قال يحيى القطان و ابن معين و ابن المدني , و روى أبو زرعة في "تاريخ دمشق " ( 34 / 1 ) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال :"لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر , و إنما للكذب "
وفي رواية أخرى عنه: "أشهد على إبراهيم أنه يكذب ". و قال ابن حبان ( 1 / 92 ) : " كان يرى القدر و يذهب إلى كلام جهم , و يكذب مع ذلك في الحديث ". قلت : و من الغرائب أن يخفى حال هذا الكذاب على الإمام الشافعي و هو من شيوخه ! و لعل سبب ذلك ما قال ابن حبان : إنه كان يجالسه في حداثته و يحفظ عنه حفظ الصبي , و الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر ,فلما دخل مصر في آخر عمره , و صنف الكتب المبسوطة احتاج إلى الأخبار , و لم تكن معه كتب ,فأكثر عنه , و ربما كنى عنه و لا يسميه في كتبه "
3 - أبو عبد الغني الأزدي متهم بالوضع ,و في ترجمته ساق ابن عساكر هذا الحديث , و قال فيها : "و كان ضعيفا "
ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث عن مالك أحاديث موضوعة ". و كذا قال الحاكم , ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم بقوله :"و لا أعلم روى عن مالك و لا أدركه " .قلت :و هو إنما يروي عن مالك بواسطة عبد الرزاق , و قد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا و قال "باطل وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق ". و كذا رواه ابن عساكر في ترجمته
لكن قد ساق له ابن حبان ( 1 / 235 ) حدثنا آخر صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك ..... "فهو من أكاذيبه عليه
و قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات , لا تحل الرواية عنه بحال "