منتديات عاصمة الربيع


روابط مهمة استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضويه تفعيل العضوية


العودة   منتديات عاصمة الربيع > الاقسام العامه > نسمات ربيعية

نسمات ربيعية مدونات بدون ردود لتشجيع التدوين والأرشفة



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-11, 11:16 PM   #11

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

سبق وأن ذكرت .. اننا .. نصف بدو .. مايقارب السبعة شهور بالديره .. وخمسه بالبر .. كنا نستمتع بالبر
ايما .. استمتاع .. فعادتاً .. مانخرج ( قطين ) فنذهب للمدرسه .. مجتمعين مع احد .. الاباء .. فنركب
( بالبدي ) فنكون .. اكثر سعاده اذا جاء الدور عند .. ابو محمد .. فسيارته عليها ( هنقلين ) ومطربله .
فتكون دافئه .. عكس سيارة ابي .. فهي نصف .. هنقلين ومكشوفه ..
المهم ما ان ان نصل الى المدرسه .. الاً وننزل تباعاً .. طبعاً قفزاً .. فالباب لاينفتح بسهوله .

وفي المساء .. نجتمع سوياً مع اباءنا . حول النار .. لنستمع للقص .. والالغاز ( المكرره ) تشجيعاً للصغار منا
فنسرع بالجواب .. مزهوين بذكائنا .. مع التشجيع من ابائنا .. رحمهم الله جميعاً .

كل تفاصيل هذه الايام .. تصل الى مسامع .. ابناء جيراننا ( الحضر ) .. واعزيز .. شغوف بالمغامرات
خصوصاً .. بعد معرفته .. بموضوع صيد الضبان( بالمحباله) فاصر أن يبيت معنا ليله .. فسمح له اهله
ان يبيت معنا ليلة الخميس .. فخرجنا من المدرسه .. واخذنا ( اعزيز ) واخبرته ونحن بالسياره .. انني
بالأمس ( وضعت محباله على جحر ضب ) واليوم سنرى النتيجه .. فما ان نزلنا .. الاً .. وعزيز يطلب
أن نذهب الى .. مكان الضب .. فذهبنا مسرعين .. الى ان قربنا .. الى مكانه .. لنرى من بعيد البشائر
فظهر لنا .. شيء اصفر من بعيد .. فقلت .. ابشر .. فحبل المحباله .. اصفر .. وبما انه ظاهر .. فمعناه
أن الضب اكل الطعم .. فأسرعنا الخطى .. واقتربنا .. اكثر فأكثر .. فاذا .. مانحسبه الحبل الأصفر .. (حنش
اصفر ) فتراجعنا القهقرى .. مطلقين لسيقاننا العنان لتسابق الريح .. والمضحك أن .. اعزيز صار اسرع مني
رغم فارق الوزن الكبير بيننا .
ولا نعلم الى يومنا هذا .. ماذا حصل بالضب .. ومحبالته !!








** قطين = مجموعه من بيوت الشعر
هنقلين = حديد مقوس على صندوق السياره
البدي = صندوق السياره
مطربله = فوق الهنقلين طربال
محباله = مصيده مصنوعه من الحبل توضع على جحر الضب .
حنش = نوع من انواع الثعابين ومن اخطرها



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-11, 01:34 AM   #12

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

كنا نعتقد أن السعوديه .. هي حفرالباطن .. وفيما بعد عرفنا .. حائل .. والجبيل .. وسكاكا .. بحكم قرابتنا

فهذا شداد خاله .. بسكاكا .. وحجاج ابوه يعمل بالجبيل .. وفراج اعمامه بحائل .. فكنا نتصور .. تلك المدن

وكنت .. اهوى سكاكا .. لتميز اسمها .. واختارها قي احد لعباتنا الشعبيه .

لم يكن السفر .. هاجساً لأحد منا .. فكانت القيصومه ابعد نقطه نصلها .. ومحطة التعاون بمثلث ابو قعر

تعتبر لنا سفراً .. فقد كان مابين محطة التعاون .. واشارة الكويت .. مساحات خاليه .. الاً .. من( الرمث )

كما سبق ان وضحت .. ان السفر .. لم يكن هاجساً .. الى ان جاء ذلك اليوم وذهب حجاج واخوانه الى الجبيل

وعادوا .. بمغامراتهم عن البحر .. والوناسه .. فجن جنون البقيه منا .. فألحينا على أهلنا .. بالسفر .. وبما

ان ثقافة السفر لمجرد السفر .. معدومه .. بل مستحيله .. فقد توجهنا في اقرب رحله .. الى الرقعي مع

خالي .. كأول سفره بحياتي .. وكانت أسعد .. اللحظات .. ليس لما رأيته.. بالرقعي .. ولكن فرحة المساواه

فهم سافروا .. وانا كذلك .. وهم شاهدوا البحر .. وانا .. ساصنع بحراً .. فلا .. احد يعرف عن الرقعي وصنادقها

شيئاً .. كان اليوم الأول ممتعاً .. لنشوة السفر .. واليومين التاليين .. اعض اصابع الندم .. ولكن مكرهاً اخاك ..

وعدت .. ومعي مغامراتي وقصصي .. صحيحاً وتجميلاً .. فلم يتحمل شداد .. تلك القصص .. فأخبرنا .. أنه سيذهب

الى خاله .. بسكاكا .. وغاب عنا لثلاثة ايام .. وكنا ننتظر عودته .. ليخبرنا عن سكاكا << فاسمها يعجبني

الى جاء ذلك اليوم .. الذي( تلومني) أمي به .. وتقول ياولدي .. ليه ..تهاوشون .. شداد .. وتنحشونه عند

خاله سعود .. وله ثلاث ايام منحاش منكم .. . وهنا عرفنا ان شداد .. عند خاله سعود .. باطراف الديره <<

بحارة ( الهوامل من مطبر ) واضظر .. لهذه الحيله .. ليتساوى معنا بالسفر .




* الطريف بالأمر .. ان شداد .. الاّن أصبح ابن بطوطة عصره .. فلم يدع دوله.. الا وزارها


* اصبحت ثقافة السفر في عصرنا.. اشبه بالعاده .. وحتى الاطفال لايرضيهم الاستقرار



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-11, 02:06 AM   #13

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

عند نهاية الربيع .. نطوي بيوت الشعر .. وننزل الديره .. وهذا ماينتظره جيراننا الحضر .. وخصوصاً ابنائهم ..فبذلك تكتمل الحاره
وتعود المغامرات .. ويكتمل فريق القدم .

كنا.. لانستغني عن الغنم والمعزا .. وكل بيت بجانبه حوش .. يكون فيه مايكفي من (المنايح ) وكان كلاً يخرج منايحه .. لأطراف
الديره لدى ( ابو خميس ) ليسرح بهن بأجر .. ويعود قبل غروب الشمس .. ونتلقاه نحن الصبيه لأستلام مايخصنا .. ونعود بمعزانا
الى الحوش .
كان كل واحد منا .. له عنز معينه تسمى بأسمه ( عنز سعود .. عنز حصه .. ) وحتى صغار المعزا .. (عناق فلاح .. عناق نوره )
فكنا نهتم اولاً بما يخصنا .. << وأتذكر أنني اعزل .. لعناقي ..(الربشا) علف خاص .. وابعد عنها اخواتها .. الى ان نبهني والدي
وقال لي .. وهو يضحك .. لاتتخم عناقك .. وتموت . . وسحبته من امامها .. وأنا كلي حسره !

وفي احد .. الأيام المشئومه .. رافقنا .. يوسف .. << ابن عمه لعزيز .. لأستلام معزانا من عند .. ابو خميس << كان موقع
الاستلام .. شرق مدرسة الرشاد الان .. وكان هذا المكان هو اطراف الديره .

استلمنا معزانا على بركة الله .. وصرنا نسير خلفهن .. وهن يعرفن طريقهن .. ولكن يوسف << حضري .. يسمي العنز .. غنمه
ويركض خلفهن ركضاً .. ويدخل بين المعزا .. فانفرطت سبحة المعزا.. وكل عنز بجهه .. وصرنا نطردهن طرداً .. وجمعناهن .. الاَ..
عناقي الربشا .. فدخلت في بيت تحت الانشاء .. وصعدت الى السطح .. والمقرود .. يوسف .. خلفها .. فسقطت وتكسرت
يديها .. وجاءت امرأه من البيت المجاور بسكينها .. وذبحتها .. << امامي .. وانا كلي حسره ..اشد من الحسرة الاولى .. فالربشا
ماتت أمام عيني !

وجاءت المرأه ..( بعناقي ) في قدر .. الى البيت .. فحلف أبي .. ان لا يأخذها .. فعادت بها من حيث أتت .. وفي اليوم التالي
جاءت الدعوه على الغداء من رجل المرأه .. التي ..حللت .. عناقي الربشا .. فذهب الجميع .. الاَ .. أنا .. وطبعاً المقرود .. يوسف .








المنايح = ماخصص من الغنم او الماعز او الابل .. للاستفاده من لبنها اولحمها
العناق = هي الانثى الصغيره من الماعز
الربشا = ما اختلط لون ( شعرها ) (صوفها ) بين الاسود والابيض .. وخصوصاً الوجه



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-11, 04:07 PM   #14

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

تذكرت اليوم .. مع الضباب .. مشوارنا للمدرسه .. من شعيب الباطن شرقي الديره .. كنا نسمي الضباب ..( ابو رابظ )
( وابو قبيس ) رغم انعدام الرؤيه .. الا ان اهلنا ..يصرون على ذهابنا للمدرسه .. فالغياب يصبح حلم لنا نحن الصغار..
رغم ( اميُة اباءنا ) فالمطر لايمنعهم .. ولا البرد.. ولا العج .. فقط هو خراب السياره .. يمنحنا غياباً جماعياً .. يرسم
على وجوهنا الفرحه .. رغم محاولتنا عدم اظهار فرحتنا امام ابائنا .. ونظهرها عندما نبتعد عنهم .. بالضحكات والقفزات
البهلوانيه !

تمر علينا بعض الايام .. يتجمد ماء (الوايت ) من شدة البروده .. ونذهب الى مدارسنا دون غسل وجوهنا << لم يكن
غسيل الوجه ذا.. اهميه قصوى أو اولويه !! .
كانت لاتشتغل السياره من شدة البروده .. ونحن محشورين بها .. فننظر الى بعضنا .. ننتظر النزول .. ولكن اذا كان
ابو حجاج موجوداً .. تضعف نسبة الغياب .. بل تنعدم .. فما هي الا لحظات .. ويفتح الكبوت .. ويهندس( البليتين )
فتشتغل السياره .. فينطلق والدي على انغام .. فيروز الصباحيه .. باذاعة الكويت .. ينتظر الاخبار .. دون أن يطفيء
الراديو .. فهو بنيته ليس طرباناً لفيروز .. ولا تهمه الموسيقى .. رغم ما لفيروز من ارتباط بالصباح .. وتغريد العصافير .

نعود .. لأبو قبيس .. او ابو رابظ .. كنا نسرح ذات يوم .. انا وأختي بالغنم .. على مرأى من بيوتنا الشعر .. وكان
ابو قبيس خفيفاً .. لايحجب الرؤيه عن بيوتنا .. واخذ يتزايد شيئا فشيئاً .. الى ان حجب الرؤيه تماماً .. عن بيوتنا
فاصابنا الذعر .. وتوجهنا لبيوتنا .. ( على الحروه ) << اي على الجهه والتوقع .. طبعاً دون غنمنا .. ووصلنا الى بيتنا
ولكن لم نجد ابي و امي .. فقد ذهبوا .. لنا عند الغنم .. ولم يجدونا .. ولم يتوقعوا عودتنا .. و انتصف النهار ولم يعودوا
.. ونحن التزمنا البيت .. الى ان جاءت عمتي بالصدفه .. لتجدنا .. وتسألنا عن اهلنا .. فأخبرناها أننا عدنا .. ولم نجدهم
فعرفت الأمر .. فأرسلت ابو حجاج .. وباقي القطين .. للنجده .. وبعد مضي بعض الوقت .. عاد أبي ووالدتي .. يحتضنوننا .. ويهدون من روعنا .. او يهدون من روعهم .. وكانت هذه اخر مره ( نسرح بالغنم )





* كان ابائنا حريصين على الانتظام بالدراسه .. رغم اميتهم .. بعكس جيل هذا اليوم .. فالغياب (موظه) رغم تعلم
الاباء



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-11, 11:23 PM   #15

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

سأروي لكم اليوم .. بعض من ذكرياتنا مع التلفزيون

كانت مشاهدتنا لأول تلفزيون .. عندما نزل ( استقر ) احد اقربائنا بالحفر .. قادماً من الكويت .. وشاهدنا التلفزيون يومها
.. كنا نشاهده قبل أن يبدا الارسال .. نتابع ( الوشوشه ) ونسميها .. ( النمل ) وبعد .. أن انتظرنا طويلاً .. ملينا من ( النمل )
وتركنا .. التلفزيون .. وبعد قليل من الوقت .. جاءنا البشير .. فقد بدأ الارسال .. وجئنا .. ركضاً .. يسبقنا .. الجيل الذي يكبرنا
وشاهدنا ..( الدائره ) المقسمه .. وكن نسميها الكوره .. فتسمرنا عندها .. بعض الوقت .. مع الاستمتاع بصوت .. طووووط

كنا في وقتها في حيره من امرنا .. فقد شاهدنا .. مع ولد اقربائنا الذين اتو من الكويت .. وعندهم الغدا .. (ببسي علب )
وسمعنا انهم سيضعون منه على الغدا .. وببسي العلب .. بالنسبه لنا حلم .. فليس متوفراً كثيراً .. وسعره بريال كامل .
الحيره .. وقعت بين مشاهدة التلفزيون .. وفوات ببسي العلب .. وفي النهايه حصلنا على بقايا ببسي العلب .. ولم نشاهد
بداية البث .. فقد تأخر .. وانتهى الغدا .. وغادرنا مع اهلنا .. وبما ان بيت قريبنا ليس .. بذلك القرب .. فقد اصبح حلماً .. أن
نعاود الكره .. ربما ليس من اجل التلفزيون فقط .. فلا تنسون .. ببسي العلب .

بعدها .. اصبح الحلم حقيقه .. فقد اشترينا تلفزيون .. واحتفظنا بكرتونه طاوله له في الحوش .. وهات ياسهر .. رغم عدم وضوح
الصوره .. والابيض والاسود .. فقد كنت اشغله في اي وقت .. رغم محدودية ساعات البث .

كنا مستمتعين بما نشاهده .. الى أن اشتروا .. جيراننا الحضر .. تلفزبون ملون .. فلم يعد تلفزيوننا يعني لنا شيئاً .. وبما أنه
لم يمضي وقتاً طويلاً على شراءنا للتلفزيون .. فلم يكن تغييره بالسهوله المتوقعه .. فوجدنا الحل .. بالانتقال .. لبيت جيراننا
الحضر ومتابعة مانريد .. فقد كانت امي تاتي لتأخذنا .. في اخر الليل .. وربما تجدنا نائمين ..

كان ابن جيراننا .. علي .. اخوه لعزيز .. في عمري .. واذا اختلفنا باللعب .. كان الجزاء بحجب التلفزيون .. فقد كان يجلس امامي
ويضع المخده بجانب رأسه .. ليحجب الرؤيه عني .. وكان يكررها .. الى ان اخبرت امه .. ابيه ( رحمهم الله جميعاً ) فضربه
امامنا جميعاً .. وبعدها خرجت أنا وأخي ولم نكمل المسلسل .. وعرفت امي بالسالفه .. وأخبرت ابي .. وتحقق حلم التلفزيون
الملون بعد هذه الحادثه .. ورجعت السيطره لي على علي .. فلم يعد هناك مايهددني به .



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-11, 01:04 AM   #16

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

كان أبي شغوفاً بالبر .. فكنا أول من ( يشد ) للبر .. واخر ماينزل .. كنا نسبقهم بأيام .. وننتظر قدوم البقيه .. كنا
نسأل ابي .. عن البقيه في الصباح وفي المساء .. وكل يوم يقول بكره .. وننتظر بكره ..
من هم بالديره يحسدوننا على تسبيقنا بالشديد .. ونحن نحسدهم غلى بقائهم بالديره.. فنحن تعودنا على حلاوة البر
بالجمعه .. وهم مشتاقين للبر .. فلهم الان مايقارب السبعة اشهر .. لم يرو البر .. نحن نلح على اهلنا .. وهم كذلك
يلحون على اهلهم بالشديد ..

فما ان نرى سيارة اول الواصلين ..الاُ و ( ننطحهم ) بفرحة الصغار .. فيقف من يقود السياره .. فينزل الصغار ( طبعاً قفزاً )
من فوق القش ( العفش ) فنركض جميعاً خلف السياره .. ونفرح اكثر ..اذا قرب البيت من البيت .. فأحياناً .. يبعد بيت النمل
البيوت عن بعضها .. فيصعب المسرى بالليل .. الاَ بمرافق ..

وما أن تكتمل بيوت الشعر .. كالسبحه .. فتبدأ طقوس الحياة البريه وحلاوتها .. ففي النهار لعب وقفز بين اطناب البيت
والبنات يجمعن الحطب .. والامهات يجتمعن في احد البيوت .

وقبل غروب الشمس .. تسمع صوت النجر في احد البيوت .. وترى الضو ..وقد اشعلت .. فنعرف أن السمره عند ابوفلان
طبعاً لاتذهبو ,, بعيداً .. فالسمره لاتتجاوز .. اذان العشاء .

كنا نذاكر .. على ضوء السراج .. ونكتب واجب الاستاذ عبدالقادر ..( عشر صفحات تكرار الكتابه ) على ضوء السراج .. وبنكهة
القاز .. فقلما تجد صفحه من صفحات دفتري .. الاً وتشبعت بقاز السراج المتناثر .. بعد مجاذبته مع اخي الأكبر .. او بعد
ارجاعه من والدتي .. بعد أن تنهي عملاً ما .

ولا انسى ذلك اليوم الذي اتيت بلا دفتر للمدرسه .. فرغم كتابتي للواجب الطويل .. الاَ .. أن عنزنا .. العطرا .. لها حق في
تذوق الورق .. رغم تشبعه بنكهة القاز !!



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 06:58 PM   #17

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

طبعاً .. لم يكن الأمر هينا .. أن اذهب للمدرسه ..بدون دفتر الواجب .. وخصوصاً الاستاذ عبد القادر .. فدخلت المدرسه
يدي بيد والدي .. الى مكتب المدير وشرح ابي السالفه .. ( وتم عقد اجتماع برئاسة المدير وعضوية كلاً من الوكيل .. والاستاذ
عبدالقادر .. وأبي .. وأنا .. وغياب العطرا ) وبعدها دخلت الفصل تحت نظرات الاستاذ عبد القادر الباسمه .

وفيما بعد استحسنت الفكره .. كلما تاخرت عن حل الواجب .. فأطرح فكرة العنز والدفتر .. ولكن ما أن اتذكر عقاب الاستاذ عبدالقادر
الاً واعدل عن الفكره .. وعادتاً مانلجأ الى المساعده ..بحل الواجب .. فنلجأ الى البنات .. فمن لديه اخت فهو محظوظ .. ( فالرجال
قوامون على النساء ) فنعطيها الواجب .. طلباً .. او .. امراً .. مع التهديد . .
ومن ليس لديه اخت .. فعادتاص مايلجأ الى الاقارب .. والجيران .. طبعاً البنات ..فهن ارق قلوباً .. واكثر فراغاً ..

وكثيراً ماينكشف حالنا .. عند تصيح المدرس .. فخط البنت يختلف عن الولد .. فالبنت خطها مرتب وصغير .. والولد عكسه
تماماً .. فتجد خطه يميل الى ( الخداشه ) .
فعادتاً مانكون متوترين .. عند تصحيح الواجب .. فنراقب المدرس .. وعيننا تتابع دفترنا .. فان عدا .. الدفتر بسلام .. انفرجت
اساريرنا .. وعادت روحنا .. وان نادى بالاسم .. فنعلم أن العقاب حاصل لامحاله .. فقط علينا التمني ان يكون اقلها قسوه
فالعقاب .. لايتعدى عشر عصايات باليد .. أو .. الضرب بحافة المسطره على ظهر كف اليد .. أو ..وضع القلم بين اصابع الكف
والضغظ بقوه << (خف من ذي ).. الى ان تدمع عيناك دون شعور منك .
ونكون اكثر حظاً اذا كانت حصة الواجب قبل الفسحه .. فنكون عرفنا مصيرنا .. ونهنأ بفسحتنا عكس اذا كانت الحصه بعد الفسحه
فتأتي الفسحه وتذهب دون ان نشعر بما نأكله .

لا أنسى عقاب .. الكف الخطافي .. على الطاير .. فرغم انه اسرعهن .. الا أنه اكثرهن احراجاً .. فيصعب علينا تلقيط وجوهنا
وذلك لما فيه من عنصر المفجاه .. عكس باقي العقابات .. التي ندخلها ونحن في تحدي مع النفس .


صحاحبكم جرب انواع العقابات السابق ذكرها .. مع عقاب للمدير .. سيمر ذكرها لاحقاً .. ان شاء الله تعالى



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-11, 12:32 AM   #18

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

كان بيتنا الشعر ( مروبع ) وأظنه لم يعد يكفي .. فكانن النسوه يخطن الفلجان .. اما منزلنا بالديره .. وهذه من اسعد الايام
حيث تعتبر ملاهينا .. والمفرح لنا أنه برضا اهلنا .. بل بدعوه وأمر .. ليمتس الفليج ويكون جاهزاً للخياطه ..وكان عيال جيراننا
الحضر .. يشاركوننا اللعب .. تحت اوامرنا .. نحن اصحاب الملاهي .. <<( شبيهه بلعبة النطيطيه الان)

اصبح بيتنا الشعر بعد ذلك ( مخومس ) اي خمسة اقسام .. ( رفتين ) للرجال و ( رفه للقش والنوم ) (ورفه مطبخ ) ورفه زائده
نستخدمها لصغار المعزاء ( الصخال ) حفاظاً عليها من البرد .

كانت الرفه الوسطى للنوم .. فننام جميعاً .. متجاورين .. وكنت اصحو في منتصف الليل .. واطلب ماء .. فترد أمي ( اصبر يجيك
الطوير ويسقيك ) فكنت انتظر( الطوير..<<الطير ) .. وأنام .. وعند الصباح رباح .. ولكن لم تنجح معي في الليالي القادمات .. فقد علمت أن
الطوير .. لا يأتي .. فكانت تقوم( حفظها الله ) وتأتي بالماء .. وما ادراك ماهي عمايل الماء !!.. فالنتيجه .. أن يغسل الفراش
وينشر على الطنب ( الكسر ) أمام الملأ .. ومما يخفف وقع الفضيحه علينا أن .. غيرنا من البيوت المجاوره مثلنا .. ففرش اولادهم
منشوره على الأطناب من فعايل الماء اخر الليل .

كنا نتمنى ان يكون بيتنا ( مسوبع ) و( مثومن ) فقد كنا نتفاخر بيننا نحن الصغار بكبر البيت .. فيقول احدنا .. بيتنا مروبع ..
والاخر يقول بيتنا مخومس .. والاخر .. مسودس .. وبما ان بيتنا السابق مروبع .. ويعد من البيوت الصغيره .. فلم يرضينا
ذلك .. والححنا على ابي وامي بالطلب بان يصبح بيتنا( مخومس ) فكنا عندما يطلبون منا شيئاً .. نشترط قبل ان نستجيب
أن يصبح بيتنا في العام القادم ( مخومس ) ومع كثر الححانا .. استجابوا .. لنا .. شفقه .. وليس للحاجه << تقوله لي والدتي
حفظها الله الاّن .






* الفليج = نسيج جاهز بعرض المتر والنصف تخيطه النساء بالنسيج الاخر المماثل ليصبح بيت شعر
وكانو ا يضعون تحته براميل ليرتفع عن الارض .. ويطلبون من الصغار أن يقفزوا فوقه .. ليشتد



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-11, 02:05 AM   #19

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

يكثر في نهاية فصل الربيع .. العج .. وتحتاط امهاتنا بشد بيوت الشعر .. وكانن يتنافسن في عدم سقوطه .. والسقوط
يعني ( الرفاله ) كنت اسمعهن يمازحن بعضهن اذا سقط بيت احدهن .. وكانت عواصف الليل اشد وطأه .. فينقلوونا
الى السيارات نصف نائمين .. فتهتز بنا ( الددسن ) فيطير منا النوم .. وبعد أن يطمئنوا على وضع البيت .. ينقلوننا الى
( الوايت ) << (حشا صرنا اسرى ).. فنطمئن اكثر .. لأنه لايهتز .. ونكمل نومنا .. تاركين ابي يبحث عن الغنم بالددسن
وأمي .. تشد كل حبل يرتخي .

طبعاً ليس كل مرة تسلم الجره ونتمكن من الوصول للددسن .. فأتذكر بكائنا ونحن تحت بيت الشعر .. وسحبنا واحداً واحد
تحت نغمات( الكحه ) والبكاء .. والأنين .. فأخي أصابه عمود الواسط برأسه .. واختي كادت ان تموت تحت ( القش ) وتم
نقلنا الى معقلنا ( الوايت ) الى ان طلعت الشمس .. فشاهدنا منظراً لم يسبق أن شاهدناه .. فأغلب بيوت القطين
ليس لها قائمه .. وأكثرهم لم يرفع بيته بعد ذلك اليوم .. فقد قرر أن ينزل الديره . وبقينا نحن وبعض البيوت القليله لأكمال
باقي فصل الربيع .. ومع كل نسمة هواء .. نركض الى حصننا الحصين ومعقلنا ( الحصنيه .. الوايت )



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-11, 01:55 AM   #20

مسعر بن بتال

قلم متميز
 





رد: نافذه على الماضي

( بالطلعه ) كثيراً مانسمع هذه الكلمه .. اي الوعد عند الخروج من المدرسه .. ولا يخلو ..الاسبوع من حلقه او حلقتين من المصارعه
الحره ( الطبيعيه ) وتختتم بالحذف المتابدل بين الطرفين .. و عادتاً ماتحصل اصابات لأطراف ليس لهم ( بالهوشه ) دخل .. فيزداد الطين بله
وتتشعب الأمور .
كانت الأسلحه المستخدمه .. لاتتجاوز السلسله .. والسوط .. والمرجامه .
فعادتاً .. ماتبدأ الهوشه بالمشابط ( المماسك ) فيتدخل المساعدين بالأسلحه المخصصه .. وهات يالسب .. بالسوط .. والسلسله
وتستمر الهوشه رغم التفريق .. بالحذف باليد .. او بالمرجامه .. ولا تنتهي الاَ .. مع ( الفلقه ) من احد الطرفين .. فيتفرق الجمع
فريق .. يفر لتحقيق النصر .. والفريق الاخر طلباً للأسعاف . ولايخلو رأس احدنا من هذه الفلقات .. وهي شاهد على العصر .. ومن
تكثر فلقاته .. فأعرف أنه قائد لايهاب .

وكعادة النساء من قديم الزمن .. لابد .. لهن بصمه في ( المشاكل ) وفي ذكرياتنا هذه .. كان دورهن .. صناعة ( الأسلحه )
فراجمات الحصى ( المرجامه ) من نسج ايديهن .. فأما أن تكون هديه .. من الأم .. او الأخت .. او ابنة العم .

صاحبكم .. فلقاته ليست كثيره .. فلم يكن قائداً .. فانا تحت (الحمايه الدوليه ) فأبن عمتي .. وأخي الأكبر ..هم الدول العظمى
وبطبيعة الحال .. سأكون مهاب الجانب .. رغم هزالة جسمي .. ( فـ اعزيز ) لايرفع عينه بعيني ..( وشداد ) ميت ينفرد بي
وصالح .. جرب .. فأصبح درساً لغيره وعبرةً لمن يعتبر .






* لم نكن نعرف السكين في مشاجراتنا .. ولم نفكر مجرد تفكير به ..
لا اعلم .. هل اننا نعتبره وسيلة غدر .. فاليد تقابلها يد .. والعصى تقابلها مثلها



التوقيعاللهم لا تكلني لنفسي طرفة عين
مسعر بن بتال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM


   New Style - Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب :عاصمة الربيع