هروب “البطل” من النص !
(1) وعند الصفحة رقم “127” قرّرت أن أهرب من الرواية! أعلم أنني تركت هذا “الروائي” المجنون في مأزق عظيم.. ولكن من الذي قال له أن يختارني أنا تحديداً بين أكثر من 20 مليون مواطن لأكون بطلا ً لروايته التعيسة؟! كنت أرى أن الأحداث تتجه لنهايتي، وأن الحبكة تستدعي موتي.. هل كان سيقتلني دهساً بسيارة مسرعة يقودها “كومبارس” مجهول، دوره الوحيد هو أن يدهسني؟.. أم إن عقله الروائي المريض كان سيدفعني إلى الانتحار؟!. لا أعرف.. الذي أعرفه أنني قرّرت الهروب من صفحات الكتاب.. إلى شوارع الحياة. كنت أعبر الشوارع بريبة.. كنت أنظر بخوف إلى كل السيارات.. “لعلّ بينها سيارة أرسلها الروائي لكي تدهسني”.. حتى هذه اللحظة لا أصدق أنني هربت من النص! عند المساء اخترت فندقا صغيرا ورخيصا لأقضي ليلتي فيه. في الصباح صحوت على صوت قرع باب الغرفة.. فتحت الباب.. كان “الروائي” يقف أمامي.. كانت ملامحه حزينة ومرهقة.. وعيناه مشوشتان ومرتبكتان.. قال لي: ـ لم أنم البارحة.. ـ …… ! قال لي كلاما كثيرا عن: قيمة أن أعيش داخل “النص”.. لا خارجه. وقال: إن الحياة كذبة.. و”النص” حقيقة. وأقنعني: أنني حتى لو مت داخل “النص”.. فإنني لا أموت! وأضاف بخضوع: سنجد مخرجاً لنجاتك من الموت. قلت له : إذاً نتفق على بعض التفاصيل.. قال دون تفكير: موافق.
( 2 )
عند الصفحة “128“.. قتلني !
[align=center] الإثنينية الثالثة :-
[ إذا كان لديك قرشان فاشتر بأحدهما رغيفا وبالثاني زهرة (لـ / هآوي البدرآن ) ] [/align]
[align=right]كانت هذه الإثنينية لي , في أحد منتديآت العآصمة ( الريآض ) يتمحور حديثها عن :- [ ثقافة الزهور ]
سأحآول قدر الإستطآعة وضع بعض أكاليلها هنا
بين الفّيه والآخرى
(محاكاة مع النفس )
كتبتها وأنا على ( طاولة ) الأثنينية
عندما كنت أنتظر ( إكتمال ) الحضور
بدايتي مع الزهور
( بالأكيد ) لم تكن من الطبيعة التي تبخل بها ( صحارينا ) !
بل كانت خلال زيارتي لأحد أصدقائي
كانت والدته ( عراقية الأصل ) وأعتقد أنها كانت تعشق الزهور
لأن ما أعرفه جيداً أنَّ والده كان من هواة الترحال
وزوايا بيت صاحبي دائماً ( تتزين ) بالزهور
ما لفت نظري هي وردة ( لونها يميل إلى الأحمر الداكن )
كان صاحبي يسقيها دائماً من ( رذاذ الماء )
سألته عن حبه لها بالذات من بين الزهور
فقال لي // هذه الوردة تدعى بالعراق
( دم العاشق )
وسبب تسميتها بذلك ( لأن لونها يميل الى حرقة الدم ) !
وهي إهداء من ابنة ( خالي ) من العراق
( حديث صديقي كان قبل سقوط بغداد ) !!
صمت قليلاً صديقي
تحركت وجنتيه من أثر ( إبتسامة )
عندها ( إغْرقت ) عينيه
( حُب )
.
.
بعدها دآرت الرحى
والحرب !
فذهب صديقي للعراق بجنح الظلام
للاطمئنان على ابنة خاله
فـ ( سكن ) هناك
بالرغم من الحروب والاحتلال
والنظام !!
.
.
أيقنت عندها أن السحر ( كان ) بتلك الوردة
هي من قرب الأجساد !!
.
.
آمنت بالله
خالق الطيور
وأيْقنت
بلِغة
الزهور[/align]!
إسطورة زهرة النرجس !
تمثل أسطورة الشاب الجميل الذي فـُتن بجمال صورته المنعكسة على الماء فمال بجسده ووقع في الماء وغرق ولذلك أطلق عليه اسم النرجس لأن ساق هذه الزهرة يتمايل دائما نحو الماء
إهداء لكل شخص ( نرجسي ) !!
ولكن حذآري
أن تتمآيل كثيراً
فقد ( تسقط ) بالمآء ![/align]
على قمم جبال الألب الشاهقة والصعبة يوجد نوع من الازهار لا تنمو في أي مكان آخر. قلما تجدها في الاسواق، واذا وجدتها فستجدها بأغلى الاسعار. اعتادت الصبيات اللعوبات ان يقلن لمن يحبهن وهن يتفسحن معه على سفوح الألب، اذا كنت تحبني فاصعد ذلك الجبل وجئني بتلك الزهرة.
يصعد الفتى القمة ويعود بعد ساعات من المعاناة والجهد ليقدم لها الزهرة. ولكن لم يكن ليعود جميعهم. كان منهم من يسقط في طريقه ويلقى حتفه. يبعثون اليه بمفرزة انقاذ يجدونه ملقى على الأرض. الدم يسيل منه على الثلج والى جانبه تلك الزهرة يسلمها لهم. «اعطوها لسوزانة» يجود بروحه فيدفنونه حيث وجدوه. يضعون ( نصب القبر ) فوقه بكلمات «هنا يرقد بيتر 18 سنة. مات شهيدا للحب».
هناك الآن مئات من الشوآهد على تلك القبور الموجوده على تلك قمم جبآل الألب .
انها قبور شهداء الحب ! ( حسب معتقدآتهم )
بل هم ( مسآكين الحب )
[align=left]البعض لا يبتعد كثيراً عن ( بيتر )
وبعضهن لا يبتعدن كثيراً عن ( سوزآنة ) ! [/align]