بعضنا يكتم في داخله مشاكله ..
لا يتحدث عنها ..
لا يخرجها ليتخلص منها ..
وبعضنا ينفس عن ” كربته ” بالحديث إلى شخص يثق فيه ويعتز برأيه ..
والبعض منا ..
يثرثر يمنة ويسرة يشكو أمره للصديق ، للحبيب ، للقريب ، وربما للبعيد !
وربما لمن لا يعرفه على الإطلاق ..!!
وهناك البعض ممن يوزعون مشاكلهم على أكثر من شخص
بحسب حجم ” الود ” المتبادل فهذا الصديق يشارك في نسبة
كذا من حل المشاكل ، وذلك بنسبة أقل أو أكثر ..
ومع هذا وذاك فأن البوح بما في النفس من ” حزن ” و ” تعب “
ومعاناة أفضل من كتمان ذلك الشيء في النفس ، لكن البوح له
شروطه ، وله وقته ، وظروفه النفسية ؟!
هناك طريقتان من أخطر الطرق وأشدها فتكا بالإنسان :
1- ذلك الذي يتعامل مع مشاكله بأن يخفيها في صدره ؟!
2- ذلك ” الثرثار ” الذي يحدث القاصي والداني واللئيم والصديق والقذر والنظيف بكل ما يجيش في صدره !!
فالأول يقوم بعملية انتحار بطيء و ” نحر ” لنفسه دون أن يشعر ؟!
والثاني يقدم نفسه ” قربانا ” لذلك الذي يريد أن يغتنم أية فرصة ليجهز
عليه أو ليبتزه أو ليستغل نقطة أو فجوة في حياتنا بعض ممن يتربصون
بكلامنا ، بحركاتنا ، بأعمالنا ، حسداً وحقداً ،أو لؤماً وكرهاً ، وقد يجد
هؤلاء في ذلك ” الثرثار ” فرصتهم ، خصوصاً إذا كان لهم منه موقف
ينحصر ذي تلك الأوصاف الشريرة التي ذكرتها ؟!.
لكن الأجدى لكل إنسان أن يختار لنفسه صديقاً يثق فيه ويكتم سره
فيلقى إليه بما في صدره ؟.
لأن نصف مشاكل الإنسان النفسية تكمن في أنه يختزن في داخله
كل معاناته ، وانفعالاته ومتى زاد المخزون فأن الفائض هو الحزن والألم والسهر والتعب
أما إذا أفرزت وخرجت من داخله فانه يتخلص
منها وربما يجد في ذلك ” الصديق ” العون على أن ينتهي مما يعانيه إلى الأبد ؟!!.
اعشق الموت لكي لاتعشقني الحياه